أخبار عاجلة

واشنطن بوست: بنبرة ثورية.. الفنانون العرب يستعيدون أغاني المقاومة الفلسطينية تضامناً مع غزة

لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريراً أعدته حنا علم حول انتشار أغاني الحزن والمقاومة التي تغذي التضامن مع الفلسطينيين.

وأشارت فيه إلى تجمع فني في وسط القاهرة التاريخية، حيث اشتعل الحضور عندما بدأ العازفون على المسرح بغناء أول كلمات في أغنية “يا فلسطينية”، ومع البيت الثاني من الأغنية، حول تشريد الفلسطينيين، كانوا يصفّقون على وقع الطبل، والأصوات في أعلى نبرة لها، وتتشكّل معاً حزناً على واحد من أقدم الجراح في الشرق الأوسط.

وظهرت أغنية “يا فلسطينية” قبل 50 عاماً كصرخة حشد، بعد هزيمة عام 1967.

 وغنى الحضور، الشاب في معظمه، الأغنية من أجل أن يكرم الضحايا الجدد، أكثر من 20.000 قتلوا في الرد الانتقامي الإسرائيلي على غزة، بعد هجمات “حماس” على إسرائيل، في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

والأغنية هي جزء من تقليد موسيقي يتم تداوله ويضاف إليه مع كل جولة قتال بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وظلّت أغاني المنفى والمقاومة قائمة لأن النزاع مستمر حيث يجد كل جيل صدى له.

وتضيف الكاتبة أن الموسيقى، وعلى هذا التقاطع العنيف، هي تذكير بتضامن الشارع، وسجّل للأحزان، ووسيلة للغضب الطازج.

ونقلت عن عازف العود هاني الحمزاوي، الذي كان جزءاً من فرقة العزف تلك الليلة، أن “كل الدول العربية تغني هذه الأغاني” و “تخترق روحك”.

وانتشرت، ومنذ بداية الحرب الحالية في غزة،  أصوات المقاومة والتضامن مع فلسطين، وبشكل واضح على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ظهر عازفون باسم “أصوات فلسطينية” و “فلسطين للأبد” إلى جانب تطبيقات تبث الموسيقى، والتي تمزج ما بين الموضوعات القديمة عن التشريد والنزوح مع تعبيرات متطرفة في غضبها.

ويقول أندرو سيمون، المؤرخ في موسيقى البوب العربية بجامعة دارتموث، إنهم “يقولون تباً للاحتلال”. وقال إن  الأسلوب الصدامي يختلف عن الأغاني التي غنّتها فيروز في السبعينات والثمانينات عن جسر العودة الذي سيمرّ عليه الفلسطينيون من منفاهم.

وتقول الصحيفة إن الفنانين العرب، وخلال الشهرين الماضيين، أصدروا موجة من الأغاني عن غزة، وبعدة أشكال فنية،  وقام الشبان الماهرون في استخدام منصات التواصل الاجتماعي بإضافة ترجمات بالإنكليزية لها، ونشرها بين الجماهير في الغرب، والذي شهدت مدنه أكبر تظاهرات مؤيدة لفلسطين من واشنطن إلى لندن وباريس. ولكن الهدف الرئيسي للأغاني هو الجيل الجديد في العالم العربي الذي لا يتذكر المواجهات السابقة.

فمغني الراب المصري الجنايني، أصدر أغنية له، في الشهر الماضي، احتوت على إشارات عن الاحتلال والجغرافيا، واحتوت على خريطة،  وبعنوان “أرض كنعان”.

ومن الموضوعات الأخرى، في أغنية أخيرة حزينة انتشرت سريعاً بعنوان “تلك قضية” لفرقة “كايروكي”، الحديث عن ازدواجية المعايير الغربية والمفارقة بين إنقاذ السلاحف وقتل “الحيوانات البشرية”، في إشارة لتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي عن أهل غزة بأنهم “حيوانات بشرية”. والأغنية الحزينة تجري على خلفية تمثال للحرية نصفه وجه شيطان.

 وعاد فنانون إلى تيمة “راجعين”، حيث تعاون 25 فناناً من الشرق الأوسط، ومن أساليب غنائية مختلف، وفي جزء منها يندفع مغني راب ويقول: “سوري، أنا مش من أوكرانيا، سوري أنا بشرتي مش بيضا”.

 وفي الوقت الذي تميزت فيه الأغاني القديمة بالكآبة، إلا أن الحديثة أكثر تمرداً، وناقدة للنظام بشكل عام، كما تقول غادة العيسى (26 عاماً) من مصر، والتي كانت ترتدي قلادة فلسطينية اشترتها قبل فترة. وكانت مع صديقتها ياسمين أوربان (25 عاماً) تبحث عن أغان فلسطينية قديمة، فالحرب جعلتها “مرتبطة بمستوى مختلف”.

وقال أوربان: “أستطيع تخيل الكلمات لأنني أشاهد ما يحدث”، و “تشاهد شعبنا يقتل كل يوم”.

وتعود أغاني فلسطين إلى نكبة عام 1948، حيث صورت العائلات التي اقتلعت من أراضيها، وذلك حسب لويس بريهوني، الأكاديمي المقيم في بريطانيا، في كتابه الصادر الشهر الماضي: “الموسيقى الفلسطينية بالمنفى: أصوات المقاومة”.

وأوقفت النكبة المشهد الموسيقي الحافل في فلسطين، حيث لم يتبق من ذلك المشهد الذي استلهم كثيراً من الموسيقى المصرية، كما يقول. و “تم نهب تسجيلات هؤلاء الفنانين في 1948″، وبعضها موجود بالأرشيف الإسرائيلي، وتشتت الآخر مع الشتات.

وتطورت الموسيقى والأغاني من ندب الفقدان إلى الحديث عن الصمود، وتعرّض الفنانون العرب، الذي دعموا القضية الفلسطينية بفنهم للقمع من الأنظمة الديكتاتورية التي كانت تخشى من فن يدعو لحمل البندقية. وكان هذا هو مصير أغنية “يا فلسطينية” للشيخ إمام التي منعت من الإذاعة المصرية وأسهمت التسجيلات بنشرها.

 وشكّل إمام مع الشاعر المعروف أحمد فؤاد نجم ظاهرة فنية فريدة في الفن العربي. وسجن الفنان والشاعر عدة مرات بسبب الأغاني التي انتشرت بين المصريين والعرب.

وتعيد التوقيعات الجديدة على أغاني إمام/نجم غناء بعضها بنبرة جديدة، مثل أغنية “شرفت يا نكسون بابا”، التي وصف فيها زيارة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون لمصر “شرفت يا نكسون بابا يا بتاع الووتر غيت، عملوا لك قيمة وسيما، سلاطين الفول والزيت”. لكن التوقيع الجديد غيّر الاسم: “شرفت بايدن بابا”، وتناولت الأغنية دعم إدارته لإسرائيل في غزة.

وقال مدير جمعية الشيخ إمام، محمود عزت: “مع جرائم غزة وجدت نفسي أعود للشيخ إمام”، و “غزة في قلوب العرب”.

وأشارت علم للطريقة التي تم فيها تحويل الغناء لسلاح، ففي مقطعين انتشرا على تيك توك، ظهر جندي إسرائيلي وهو يعزف الغيتار وسط أنقاض غزة، وهذا الغيتار هو هدية من والد الموسيقار حمادة نصر الله من فرقة “سول”، ولم يكن قادراً على حمله معه عندما ترك بيته. وفي لقطة أخرى، وقف أطباء وممرضون أمام مستشفى العودة، وهم يغنون: “سوف نبقى كي يزول الألم. سوف نحيا هنا، سوف يحلو النغم”.

 يذكر أن الفنانة جوليا بطرس أعادت توقيع أغنية “يما موال الهوى يما مواليا” بنسخة جديدة تعكس مأساة غزة وصمودها.

عن إعرف عدوَّك

شاهد أيضاً

إعلام المقاومة سلاح يهتك أسرار الاحتلال

عندما يتسابق الإحتلال بالإعلان عن قتلاه قبل إعلان المقاومة فهذا يعني أنه يُفضّل أن تكون …